ها قد مضى عقد على ثورة شعبي اكثر من عقد من المقاومة والنّضال، بهدف كسب هوية الانسان الحر الذي حرم منه وهو حق طبيعي للجميع وحق مدون في كل المواثيق والشرائع حقوق الانسان. كانت وما تزال قرابينُ وتضحياتُ شعبي من دماء الشّهداء، حسرات الأسرى وجراحِ الذين لا يركعون للألم، ومعاناةِ المهجّرين؛ براهينَ الصّدقِ في الموقفِ، والوفاء للهدف المقدس.
تاريخ شعبي هو تاريخ الشهادة والشهيد، أصبحت دماؤهم المهرَ والإمضاءَ الذي خلّد ثورة الوجدان ، ثورة خبون، تحول وطني أيضا الى وطن شهيد، فكل بيت وكل قرية وكل مدينة لها عناوين خالدة باسم الشهيد، حيث تحمل شواهد تكتنف بين جوانحها الف قصة وقصة عن العظمة والمجد وروح الحاملة لسربٍ من آمال وأماني أطفال وطني.
مدارس وطني هي كنف الشهيد والأبجدية هي أبجدية الشهيد، وأولادنا يتلون فيها انشودة الهمم والقسم.
إحياءُ ذكرى الشّهيد هو قول الحقيقة لروح الحقيقة، إحياء واستذكار تاريخ من الكفاح والنّضال من أجل الحريّة والعدالة، واستحضارَ تّجاربهم التّاريخيّة، وأخذَ العبرة والدّروس منها. إحياء ذكرى الشّهيد هي في دراسة حياتهم وتفاصيلها، مواقفهم وشجاعتهم ومزجها بروحنا ووجداننا واتخاذهم قدوة في أخلاقهم وتفانيهم وبذلهم كل نفيس لأجل الغاية المعهودة.
لقد خصص شعبي شهر GULAN(أيار) من كل عام عيدا للشهداء، حيث دأب على إحياء ذاتيتهم في خضم كفاح مكثف لتبني كل لحظة من حياتهم٬ التي كانت تملئها المحبة الخالدة والوعي الحر وبها ما يزال شعبي يداوم في مسيرة العهدتحت شعار “الشهداء هم الروح المضيئة لدربنا” ولتظل دمائهم ترسم خارطة الحياة الكريمة والإنسان الحر.
نستذكر شهداء GULAN بأرقى المعاني والهيبة، فمنهن كانت بيريفان العفرينية الأم، الكادحة، الثورية، المحاربة والشهيدة. فهي أول امرأة تحلت بوسام شهادة في وحداتنا، كانت من عفرين عروسة روج آفا، عاهدت طفلها بأن تبني له عشاً لا يصله قذارة المستعمر والمنكر، كما عاهدت شعبها بأن تهدي لهم وطناً، لكي لا تلدغهم الشوفينية زبانية الجهنم في كل لحظة ألف مرة ولا يدنسهم أشباح الظلام ، وفي أيار ٢٠١٣ تحولت إلى درعٍ حامي حتى وصلت الى مهد الشهادة ووضعت أولى اللبنات لطريق الفداء، حاملة في جعبتها صورة ابنها وشهادة الوفاء متجهة إلى دار الخلود الأبدي.
آكري – آرجين – برفين – بيريفان -بيريتان ذات الوجوه القدسية، اللواتي أسدلن ستار الرونق الإلهي على كافة بقاع وطني، فقد أفنين ذواتهن وخلقن ثقافة حب الوطن والعزة به، حيث تجلت فيهن روح باحثي الحقيقة، روح الإنسان الحر ورسخن قواعد الحياة الكريمة مستفيضة بالمعرفة.
بهار، جاندا ، دستان، دجلة ، أفين، أفيندار، أزدا، براعم الأمل، الأنفاس الشابة، فقد صانوا مفهوم الشهادة وصرخن” إصغي أيها العدو نحن البنات اللواتي أقسمن بأننا لن نركع ولن نسجد إلا لمن خلقنا واعلم بأننا لسنا برميم وحانت ساعة القول لا لا لا:”.
كولبهار، هيلين، هيفي، ميديا، مجدار ونوال صفرة غسق وطني، فما زال صدى صوت صرختكن تصم الآذان و أنتن تنشدن وتمجدن المبتغى، أمام هامات أمهات وطني، وتغمزن للصغار بانكن ستلعبن معهم بعد الانتهاء من الواجب. وهم يهدون لكن ابتسامات مشاكسة، نعم، أصبحتن اليوم والغد وما بعد الغد، أنتن مواقد خلود.
أوزكر، رنكين، روجبين، روني وروزلين مؤمنات واعيات بصحوة الدينا والآخرة، أنرن الجنان، بطهارة أفئدتهن، تحولن الى إيمان سرمدي، وأوسمة على صدر وطني، دونَّ على الأفق رواية البطولة التي لم تُمحى ولن تُمحى.
روكن، ساوشكا، سيران، شيرين، شيلان اللواتي لم يرشفن من الحياة معنا، إلا أن حولناها إلى ثورة، عقيدة، مقاومة، فداء، تضحية، عدالة، الحق والعظمة.
فالملائكة ترقد على جبهتهن، وتبني اليمام أعشاشهن في سكينة روحهن، إرادتهن الإلهية تلامس الضمائر الحرة والقلوب الواعية، فطوبى للأمهات اللائي حملنّ في رحمهنَّ شامخات وطني.