رسالة الشهيدة اليونانية ألفتريا فورتولاكي ضد المؤامرة الدولية
على القائد الشعوب و الإنسانية “عبدلله أوجالان”
“آلفتريا فورتولاكي” اسم المرأة اليونانية التي أضرمت النار في جسدها تنديداً بالعزلة القاسية المطبقة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجالان. وهي أم لولدين، وتبلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة. وقد خلَّفت “آلفتريا فورتولاكي” وراءها رسالة كانت كتبتها قبل أن تضرم النار في جسدها، هذا نصها:
ولدَيَّ العزيزين، ابني العزيز، ابنتي العزيزة، صديقي وشريك عمري شفان، أمي، أبي، أصدقائي….
إنني أختار هذا المكان لتنفيذ عمليتي فيه، نظراً لأن الرفيق “روهات” كان قد نفذ هو أيضاً عمليته هنا قبل عدة سنوات.
أمي كانت تقول لي: “أنت لا تحبين وطنك اليونان، ولذلك تتكلمين الكردية”.
أمي!
إنني أحب اليونان. فاليونان وطني. ولكني أحب كردستان أيضاً وكأنها وطني. إني أحب اللغة اليونانية كثيراً لأنها لغتي الأم، ولكني أحب أيضاً اللغة الكردية.
أمي! أيتها الأم العزيزة!
أخوة الشعوب أمر جد جميل. والشعب الكردي يناضل ويكافح في سبيل أخوة الشعوب. وقوات حماية الشعب الأنصارية أيضاً تناضل وتكافح تجاه الدولة التركية التي تمارس الضغط والتعذيب على الكرد. فالجيش التركي، والأجهزة الأمنية التركية تقتل الأطفال الرضع والنساء والعجائز دون تمييز. تقمع وتعاقب الشعب الكردي لأنه يطالب بحقوقه وبحقه في تعلم وتعليم اللغة الكردية الأم، ولأنه يرمي إلى حياة إنسانية مشرفة وكريمة كـ”إنسان”. لقد تقاسمت الدول الحاكمة أراضي كردستان فيما بينها، وتقوم بقتل الكرد.
أمي العزيزة، ثمة تعليم باللغة اليونانية في المدارس والجامعات، ولنا دولتنا اليونانية أيضاً، لكن الكرد لا دولة لهم، ولا حق لهم في تعلم وتعليم لغتهم الكردية في المدارس والجامعات.
سيتكلم أولادنا باللغتين، بلغة أمهم اليونانية، وبلغة أبيهم الكردية. أولادي هم يونانيو الأصل بنسبة النصف، وأكراد الأصل بنسبة النصف الآخر.
إني على علم ويقين أن مثل هذه العمليات ليس بالأمر الصحيح، ولكنه أسلوب نضال وكفاح. وقد فعلت عضوة مجلس قوات حماية الشعب الرفيقة الشهيدة فيان صوران أيضاً ذلك، وأضرمت النار بجسدها في الأول من شباط الماضي. وكذلك فعل الرفيق روهات أيضاً. لم أكن أعرف الرفيق روهات، ولكني تعرفت عليه وعلى عضوة مجلس قوات حماية الشعب الرفيقة فيان صوران من خلال متابعتي لصحيفة “صوت كردستان”.
كنت سجلت نفسي في الجامعة بهدف الدراسة، وتزوجت، وأنجبت طفلين. إني أحب صديقي شفان كثيرا، لدرجة أن اسم كل من ابني وابنتي هما اسما كل من أب وأم شفان. والآن قد عدت للدراسة كي أتعلم الفن وأدرسه، بهدف العمل في التلفزيون الكردي. وقد ذكرت أملي وهدفي هذا للرفيقة روزارين والرفيق آيدن خلال لقائي بهما. يكبر ولداي عند أبيهما، وأنا لا زلت أكمل دراستي الجامعية. وشفان هو الأب والأم من أجل الولدين. كل أملي هو إكمال دراستي والعمل في فضائية روج الكردية، وأن أصبح عضوة في حزب العمال الكردستاني PKK.
قبل الآن كان كل أملي أن أنضم إلى صفوف قوات حماية الشعب الأنصارية، ولكن قراري الأخير حالياً (وبعد أن أصبحت أماً لطفلين) هو أن أكون عضوة سياسية في حزب العمال الكردستاني PKK، ولكن ليس من أجل الحرب.
إني أحب أولادي، زوجي، أمي، أبي، كردستان، اللغة الكردية، الثقافة الكردية، وأصدقائي، وأحب تاريخ PKK أيضاً.
تاريخ PKK تاريخ من نار.
سلام حار من أجل القائد العظيم الفذ، قائد الشعب الكردي السيد عبد الله أوجالان. وأهدي سلامي الحار أيضاً من أجل جميع المعتقلين السياسيين، وقوات حماية الشعب الأنصارية على ذرى جبال كردستان الشامخة، ومن أجل كافة ناشطي فضائية روج الكردية والعاملين فيها وفي الفضائية الموسيقية الكردية mmc، وكافة العاملين في راديو ميزوبوتاميا الكردية، وكافة الفنانين والموسيقيين وأعضاء فرقة برخودان.
أهدي تحياتي لعوائل الشهداء وأمهات السلام وأقبل أياديهن. سلامي الحار لكافة شهداء كردستان والشرق الأوسط. وأبارك الجميع بعيد نوروز لعام 2006 (وإن جاء ذلك متأخراً مني)، وسأحتفل به كما فعلت كل من زكية آلكان، سما يوجه، روناهي، بريفان، ورهشان ديميرال، وكافة الشهداء الآخرين البررة الذين ضحوا بحياتهم في سبيل رفع جبين الكرد وكردستان عالياً، وبهدف توسيع وإغناء تاريخ كردستان.
تحية لك يا رفيق نجمي، ولك أيضاً يا رفيق جيهات. لقد تعرفت عليكما قبل عدة أيام، وأقدركما وأحترمكما كثيراً، وأحترم كل من يناضل ويكافح من أجل وطنه كردستان.
دمتم جميعكم بخير وعافية!
صديقتكم من الصميم آلفتريا.
– لا أحد يستطيع تعتيم شمسنا.
– حرية الشعب الكردي والقائد آبو هي حرية جميع الشعوب والعالم.
– عاشت أخوة الشعوب.
– عاش السلام.