نبارك يوم 8 مارس/ آذار، يوم انتفاضة المرأة، يوم المقاومة والنضال على جميع نساء العالم، ونباركه للقائد (آبو) رفيق درب المرأة والأكثر وفاءً لها. وبمناسبة هذا اليوم المقدَّس؛ نستذكر جميع شهيدات ثورة حُرّيَّة المرأة، ونجدِّدُ عهدنا بتصعيد الكفاح من أجل الحُرّيّة.
كوحدات حماية المرأة، نستمرُّ في مسيرتنا من أجل الحُرّيَّة اليوم، ونحن نستلهم من الميراث المشرِّف للنِّساء المقاومات في العالم. استلمنا راية المقاومة والتَّحرير من (روزا لوكسمبورغ، كلارا زيتكين، ليلى قاسم، ليلى خالد، ساكنة جانسيز وكولناز كاراتاش)، ومن خلال بطلات المقاومة في روجآفا أمثال (آرين ميركان، ريفان كوباني، زيلان حسكة، تولهلدان رامان، روجدا منبج وسورخون روجهلات)، نسيرُ نحو ثورة المرأة. كرفيقات درب هؤلاء البطلات، نعيش فخر بطولاتهُنَّ، ونُصعِدُّ كفاحنا ضُدَّ كُلّ سياسات الإبادة، الاحتلال والعزلة.
نحيّي روح النِّساء المقاومات في العالم، بدءاً من نيويورك وحتّى أفغانستان، ومن شنكال حتّى إيران، تلك الرّوح التي هزَّت عرش التسلُّط الذّكوريّ وأوصلته إلى حافَّة الانهيار. ومن هنا، من بلد الثورة التي تَمَّ فيها دحر ظلام القرن، ورفعت فيها راية مقاومة المرأة، نرسل سلامنا إلى جميع النِّساء المكافحات في العالم.
اليوم تنتفض المرأة في كافَّة أرجاء العالم وتناضل ضُدَّ الذّهنيَّة الذّكوريَّة التسلُّطيّة، التي فرضت نفسها بالحرب، النهب، الاعتداء والإبادة، والتي تقود بالعالم نحو الحرب العالميَّة الثالثة. فوحدات المرأة الحُرَّة تخوض حرباً مقدَّسة ضُدَّ القصف الكيماوي على جبال كردستان، وفي إيران تناضل المرأة ضُدَّ كُلّ أشكال الاعتداءات، الإعدامات والعنف، تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية” وبروح “جينا أميني”، تطالب النساء الفرس والكرد بحياةٍ حُرَّةٍ ومشرِّفَة. وفي أفغانستان تتحدى المرأة الأفغانيَّة وحشيَّة “طالبان”، وتطالب بحريتها بإصرار كبير. هنا في روجآفا وشمال وشرق سوريّا أيضاً، ناضلت المرأة ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ، الذي يُعَدًّ التنظيم الأكثر إرهاباً في العالم، كما أنها تصدُّ شتى أشكال هجمات الاحتلال التركي. وتحت راية وحدات حماية المرأة في روجأفا انضمت المرأة الكُرديَّة، العربيَّة، الأرمنيَّة، الآشوريَّة والسُّريانيَّة إلى صفوف الثورة، وبروح واحدة انطلقن نحو العمل والكفاح في كافة ميادين الحياة. هذه الطاقة المؤثرة للنساء جعلت نضالها يصُبُّ في مجرى واحد، ولتغدو المرأة من خلال كفاحها مصدراً لحُرّيَّة المجتمع بأكمله، وهذا بحَدِّ ذاته يزيد من حماسنا واندفاعنا أكثر نحو النضال بشكل أقوى.
دون شَكٍّ وصلنا إلى هذا المستوى بفضل أفكار القائد (آبو)، الذي قدَّمَ لنا إيديولوجيَّة تحرر المرأة في يوم مقدَّس كهذا اليوم، في 8 مارس/ آذار، كمصدر قوة لجميع النساء. ولهذا أُطلِقَ على ثورة روجآفا اسم ثورة المرأة، وها نحن اليوم نعود إلى جذورنا وجوهرنا ونسطِّر تاريخنا في الحُرّيَّة بأثمانٍ باهظة، وبمقاومة وملاحم بطوليَّة كبيرة.
كوحدات حماية المرأة، سنزُفُّ بشرى الحُرّيّة التي تتجدَّد مع الرَّبيع، إلى جميع النِّساء وشعوب المنطقة. وستغدو جميع ميادين الحياة ذي معنى مع المرأة وهي بأجمل حُلَّتها وزينتها وتألُّقِ جوهرها. ولأجل ذلك يجب على جميع النِّساء أن تنظِّمنَ أنفسهُنَّ وتحاربن ضُدَّ الذّهنيَّة الذّكوريَّة، وهي بالكاد تتحقَّق وتصبح ممكنة مع الحماية. بهذا الشكل سوف نتمكَّن من الاستمرار في ثورة المرأة لتغدو مضمونة النَّتائج. وعلى هذا الأساس نوجِّهُ نداءنا إلى كُلِّ امرأة بأن تنظم ذاتها، وأن تتسلَّح بسلاح الحماية، حتّى نستطيع بإرادة المرأة الحرة دحر كُلِّ سياسات الإبادة، الاحتلال والعزلة، ولنهدي مستقبلاً حُرّاً ومستقرّاً لجميع النِّساء والإنسانيَّة.
المرأة، الحياة، الحُرّيَّة
القيادة العامة لوحدات حماية المرأة
مارس/ آذار 2024