عاودت دولة الاحتلال التركي من جديد هجماتها الجوية على شمال وشرق سوريا، واستهدفت هذه الهجمات كافة الأماكن ( الخدمية ,المدنية ,الصحية ,الصناعية ,الاقتصادية والمدنية), بهذه الهجمات الجوية تمارس تركيا سياسة الإبادة الجماعية، وهدفها المنشود هو إفراغ المناطق بالإضافة إلى إضعاف اقتصاد الشعب لإجبار الأهالي على الهجرة, وهذا هدف قديم لم تتمكن من القيام بها منذ عقود من السنين, وهو ما عجزت عنه واستحال عليها القضاء على وجود الشعب الكردي وشعوب هذه المنطقة أصحاب هذه الإرادة وبهذه المقاومة والنضال الذي خاضته هذه الشعوب لمدة 12 عاماً, حتى وصل لهذا الحد من الانسجام والتوافق بين كافة شرائح المجتمع، وبالطبع وجود شعب حر، شعب ديمقراطي، شعب ادرك نفسه على فكرالقائد (عبد الله أوجلان) الذي دلهم الى طريق حريتهم وديمقراطيتهم, فالدولة التركية تريد القضاء عليهم وتدميرهم وتصفيتهم، والهدف الثاني الفكر التحرري لهذا الشعب، ثقافة هذا الشعب ,اقتصاد هذا الشعب, ، ومن أجل ذلك نرى أن الدولة التركية تستهدف الشعب بكل قوتها ووحشيتها، وقد رأينا خلال الأيام القليلة الماضية أنها تهاجم وتقصف كل منطقة بشكل متكرر وهمجي، وتريد إخراج حقدها وغضبها عبر قتل المدنيين وتدمير الأماكن المدنية والبنى التحتية. ووفق القوانين الدولية ترتقي هذه الهجمات إلى مستوى جرائم الحرب، فهم يستخدمون سياسة جديدة، سياسة تركيا بقيادة اردوغان . بهذه الهجمات، تريد تركيا تحقيق جميع أهدافها، أهداف وطموحات ومعايير التخريب التي وضعتها على رأس خططها في قرنها الثاني.
على الجميع ان يدرك ان السياسة التي تنتهجها تركيا بقيادة اردوغان, هي سياسة تطفلية تتغذى على الإبادة العرقية والاجتماعية وكسر إرادة الشعوب, سياسة تغيير ديموغرافي لأدمغة الشعوب, لذا تريد ان ترسخ كافة اساليبها ومآربها القذرة عن طريق الحروب, وضرب الشعوب عبر الالاعيب القذرة والأكاذيب كهجماتها الحالية, بالتأكيد هذه الهجمات على مناطق روجافا وشمال وشرق سوريا في الوقت المتزامن مع عيد الميلاد المجيد واعياد رأس السنة الميلادية, هذا انما يعكس عدم احترام الدولة التركية للأعراف الدينية, ومقدسات الشعوب, هذه الأساليب تنم عن موقف صريح ومعادي للأعياد الدينية ذات الرسائل السامية والمباركة, والداعية للسلام, فهذه الممارسات تعكس محاربة هذه الدولة للسلام, الأخوة, والتكاتف الذي تحقق هنا في مناطقنا, بالرغم من كافة الفروقات الدينية والطائفية في تناغم مميز, بالطبع أينما وجدت مشاريع ديمقراطية تكون بالتالي خطرا على الدول المستبدة كالدولة التركية, كهجومها على كافة الاعلام والرموز في مناطقنا وهذا يظهر الوجه الحقيقي لأردوغان المستبد, وجهه الذي لا يقبل أي اختلاف ديني, ثقافي وقومي.
أيضا اود ان انوه الى ان الهجمات هي ردة فعل عن عجز تركيا امام مقاومة الكريلا الذين يقاومون الفاشية التركية التي تستهدف كافة الشعوب. فالثوريون هناك يبدون مقاومة بطولية لأجل شعوب كردستان وجميع شعوب الشرق الأوسط، لإرساء نظام ديمقراطي والتعايش المشترك، ضد الذهنيات الفاشية والسلطوية التي تقوض إرادة الشعوب، هذه الفعاليات التي تحصل بشكل يومي علي يد الكريلا قد الحقت خسائر فادحة بدولة الاحتلال التركي، لذا يحاول اردوغان إخفاء خسائره وبشكل خاص في الداخل التركي. كأزماته الاقتصادية ونقاط ضعفه السياسية فيتخذها أسباب وذرائع ليهاجم مناطقنا لذا يحاول عن طريق شن الهجمات على مناطقنا ان يخدع الشعب التركي باكذوباته, بات الجميع يدرك هذه السياسة التي تعتمد على الانكار وتبعية الدولة الواحدة, اللغة الواحدة والقومية والعلم الواحد, لذا المقاومة التي تحصل ضد هذه السياسات ستنتصر في النهاية لان أصحاب الفكر الحر يقاومون ضد هذه السياسات التعسفية, ولن تستطيع هذه الهجمات النيل من إرادة شعبنا الكبيرة.
هنالك نقطة هامة أخرى اود التنويه لها بخصوص هذه الهجمات، والتي أتت أيضا ردا على اعلان العقد الاجتماعي الذي خطته واعتمده الإدارة الذاتية بكافة مكوناتها، في شمال وشرق سوريا, والتي كانت خطوة استراتيجية مهمة جدا, فهذه الهجمات من قبل الدولة التركية والدول المهيمنة, ضد هذه الخطوات الديمقراطية والثورة التي حققت مكتسبات بفضل آلاف الشهداء الابطال الذين ضحوا بحياتهم , هذه الدول لا تتقبل فكرة انتصار ثورات الشعوب, كون الدول الرأسمالية دائما تخشى الديمقراطية, فهي دائما تقف حجر عثرة امام التمدد السلطوي وسياساتهم المعتمدة على الحروب والقتل والتدمير, وهذا ينطبق على مناطقنا, فنظام الأمة الديمقراطية مناهض للنظم السلطوية فهو يخلق مجتمعات حرة, افراد احرار, قيم إنسانية واخلاقية بعكس الاخيرة.
لذا تجد الدولة التركية هذه التحولات الديمقراطية مهددا لسلطتها وسياساتها المعتمدة على الابادات والقتل والتشريد لهذا فإرساء العقد الاجتماعي سيكون الإجابة الصريحة والصحيحة إزاء كافة السياسات والهجمات التي تستهدف كيان الشعوب وثقافاتهم.
وبالتأكيد نجد شعبنا في كل يوم يزداد تعلقا بحماية ثورته ومكتسباتها، ونحن نناشد شعبنا بتنظيم صفوفه أكثر، لنكون يدا واحدة لحماية مكتسبات ثورة المرأة والتي دامت بفضل دماء الشهداء الطاهرة، معا ضد سياسة التجويع، الإبادة، التغيير الديموغرافي، وخيالات الدولة التركية. نحن وشعبنا بحمايته الجوهرية، ومقاومته ونضاله، وروحه المسؤولة عن مؤسساته والنظام الموجود فيها، سوف تفشل هذه الهجمات في غاياتها.
وفي الأخير أود القول بان ثورة روجافا وشمال وشرق سوريا، كما ابتدأت بإرادة وفكر حر، وكيف اظهر شعبنا الإرادة الحرة، بتشجيع ودعم من الشعوب الداعية للحرية. من المؤكد ان هذه الخصال لدى شعبنا تعطينا القوة والمعنويات. لذا فان الدول السلطوية والمحتلة لن تستطيع كسر ارادتنا لن تستطيع ابادتنا، نحن أصحاب الأرض، الفكر الحر، الأيديولوجية، نحن أصحاب القوة التي بذلنا لأجلها الاف الشهداء والاف الشهداء الأحياء، بهذه الروح المقاومة سوف نحمي شعبنا، لن نتنحى ابدا عن الانتقام، ذلك العدو الذي يستهدف البنى التحتية، يستهدف شعبنا، لن تظل تجاوزاته بلا رد، فالانتقام قادم، كوننا أصحاب هذه الأرض، وهذا الشعب الذي لا يحني رأسه، وسوف ننتقم لجميع شهدائنا.