لقد كانت سنة مليئة بالحروب الشعواء في ذروتها, على مستوى العالم عندما نقيم هذا الموضوع نجد ان حروب روسيا وأوكرانيا, الصين وتايوان ومؤخرا اذ قلنا فلسطين وإسرائيل , كل هذه الحروب حروب إبادة دينية وعرقية, تفتك بالشعوب وتجعلها ضحية لمصالحها, لذا اذا حللنا السياسة العالمية فهي ذات بنية تتمحور حول حماية السلطة والاستبداد وخدمة توسع النظم السلطوية, فالحروب التي ذكرناها, كانت لإظهار القوة , ضد القوى الديمقراطية كانت دائما تواجه الدول وأهدافها الداعية لحماية السلطة , وكان الضحية ان تقع الشعوب في مصيدة الإبادة العرقية والطائفية والدينية وهنا أيضا يكون الشعب هو الذي يتحمل وبالات الحروب ويذهب ضحيتها.

وهذه الحروب والابادات التي تحصل في العالم سميت بالحرب العالمية الثالثة, هذه المرة كانت في كافة صعدها تسعى لفرض هيمنتها, ولم يسلم الشرق الأوسط من هذه السياسة المهيمنة, فهم يريدون تحقيق مصالحهم عبر الابادات بفرض وقائع باسم الدين المتشدد , بهذا الصدد يمكننا القول ان هذه الحرب نظمت نفسها في الذروة, وتمارس ضد شعوب المنطقة, لذا دعيني ابرز مثالا عن حرب إسرائيل وفلسطين, والتي بدات من جديد اذ نظرنا لموقع الشعب الفلسطيني الذي تم حشره في بقعة صغيرة والهجمات الذي حصلت عليه كانت مواضيع تدخلت فيها كافة قوى العالم, وقامت بإدانتها, وبالرغم من ان الهجمة التي قامت بها حماس تعد عملية خاطئة ولم تلق القبول كونها كانت في توقيت خاطئ, ولكن وقف العالم وجها لوجه ضد ممارسات إسرائيل وهذا كان كمشروع يخدم المصالح الدولية السلطوية كما ذكرنا, فاذا قيمنا أيضا ممارسات إسرائيل التي تمارس شتى أنواع الابادات والتهجير والقتل والتدمير ضد الفلسطينيين, لإبعادهم عن قيمهم, وهنا أيضا عندما نتطرق لوضع كردستان ومناطق روجافا كردستان وشمال وشرق سوريا, فتمارس تركيا هنا سياسات شنيعة, لقد كانت سنة 2023 سنة تملؤها الاعتداءات التركية, وهجماتها الغادرة , هذه السياسة التي تنتهجها تركيا هي نتاج السياسة العالمية للدول السلطوية, للقضاء على الشعوب وسحق ارادتها, حتى لحظة تقديمي لهذا التصريح تعاني مناطقنا من هجمات جوية عبر الطائرات الحربية والطائرات المسيرة, لذا السياسة التركية وضرباتها هي سياسة امحاء وابادة. وعلى سبيل التأكيد, فمناطق عفرين كري سبي سري كانييه, واحتلالها لتلك المناطق ما هي الا سياسة تغيير ديموغرافي , تهجير , إبادة عرقية, وثقافية و وفي الوقت نفسه امحاء للقيم وتدميرها.

عام 2023نستطيع تسميته بعام النضال النسوي ضد الدول القومية, هكذا اسميناها, بمقاييس الانتفاضة, والوقوف في وجه المستبد, التحرر ونيل الحرية, نعم لقد كانت سنة مليئة بالتحركات فمثال جينا اميني ايقونة للمرأة التي انتفضت ضد الذهنية الذكورية وكسر القيود الابوية البطرياركية, والمناهضة للحكومات المتقوقعة , و اذا ما اتينا لمناطقنا أيضا التفت النساء حول مشروع تحرير المرأة منذ بداية الثورة ولحد الآن, فقد كانت سنة اثبتت فيها المرأة في روجافا جدارتها بريادة الثورة وقيادة دفة المجتمع نحو التحرر.

منذ 2019 وبعد ان تم اعلان هزيمة داعش الإرهابي للرأي العام, ومنذ ذلك الوقت وتحركاته موجودة , فجميعنا نعلم والعالم يعي ان داعش لم ينته, ولا تزال خلاياه متفشية والمخيمات تضج بالتطرف وكذلك السجون. والهجمات المتفرقة للدولة التركية على النقاط الأمنية تجعل تحرك داعش اكثر سهولة, كهجماته في الرقة على مركز لقوى الامن, فالرقة لها وضع خاص كونها كانت منبعا وعاصمة مزعومة لداعش من الرقة لدير الزور لا تزال هناك حجرات مخفية لداعش, تنظم نفسها بشكل سري, قادت وحداتنا العشرات من الحملات الأمنية وتمكنت من القبض على متزعمين وجواسيس ومراكز تسليح لعناصر داعش, وتمكنت قواتنا من افشال مخططاتها ضد مناطقنا واخذت التدابير الوقائية لحماية شعبنا وارضنا, لذا نستطيع القول بان الحملة الأمنية التي بدأت في الرقة, كانت كوننا ادركنا بان داعش لم ينته, وخصوصا في تلك المناطق, ولا يزال ينظم نفسه بشكل سري, ففي مناطق شمال وشرق سوريا قاطبة كانت هناك محاولات لعودة داعش في عام 2023,وقلة اهتمام المجتمع الدولي بتوجيه نداءات لحل معضلة داعش وقلة التصريحات من القوى الموجودة على هذه الأرض كالتحالف الدولي والمنظمات الدولية الموجودة, والهجمات التركية , اعطى كل هذا الفرصة امام هذا التنظيم ليظهر بشكل و آخر وينتشر في مناطقنا.

اذا قمنا بتأطير قوة وحدات حماية المرأة ضمن محاربة الإرهاب فاننا نقوم بحصرها كون هذه الوحدات نفسها كانت القوة الحامية والضامنة ففي, السنة الماضية وعلى صعيد التدريب , التثقيف, الحماية, الفعاليات والنشاطات, قامت وحداتنا بالكثير ن المهام.فقد كانت القوة الضامنة والحامية ليس فقط في وجه داعش بل ضد كافة القوى الظلامية والمحتلة التي هاجمت مناطقنا لذا نستطيع القول بانه مؤخرا في احداث دير الزور واحداث الفتنة التي حصلت بأياد خارجية كداعش وتركيا والنظام السوري, تلك التدخلات الخارجية التي حاولت جاهدة ان تبث الفتنة والانقسام بين مكونات مناطقنا, وبشكل خاص بين الكرد والعرب, لكن علاقاتنا مع الشعب العربي علاقات استراتيجية و وحداتنا في عملية تعزيز الامن في دير الزور قامت بدورها في الانتقام للنساء اللاتي قتلن على يد أمثال أبو خولة, وضد عودة داعش الى مناطقنا, لعبت وحداتنا دورا فعالا في خدمة المرأة والمجتمع, وحتى يومنا هذا لا تزال وحداتنا على عهدها بحماية المرأة والمجتمع, وكافة أراضي شمال وشرق سوريا بمقاييس الحماية والدفاع المشروع.

أما بالعودة الى الهجمات التركية الأخيرة اذا قمنا بتحليلها وتعريفها, فهي دولة صاحبة تاريخ مليء وحافل بالدماء والابادات والمجازر, ودور تركيا في الحرب العالمية الثالثة الدور الذي اعطي لها هو إبادة الكرد, وبشكل خاص القوى الريادية التي تحمي شعبها وارضها, كي يتم احتلال الأرض وفرض ابادات وتهجير كما حصل في عام 2018 عندما هاجمت الدولة التركية مدينة عفرين, وكيف احتلتها, ومن ثم كري سبي وسري كانييه, هذه كانت نتيجة اتفاقات الدول المهيمنة بمئوية لوزان, لارساء خطهم التجاري وجعله في خدمة مصالحهم وهنا نجد ان هجمات الدولة التركية التي بدأت في الرابع من شهر تشرين الأول والتي بدأت بحجة ان الرفيقين اردال وروجهات اللذين قاما بالعملية الفدائية في تركيا قد عبرا من مناطقنا, لذا نؤمن بان هجمات الدولة التركية عندما تحصل بشكل متكررعلى ارض كردستان فيحق لشعب كردستان تبني حقه في الدفاع المشروع وممارسته كحق اولي وطبيعي, وفي مناطقنا مؤخرا الهجمات لا تتوقف, على البنية التحتية, المشافي , المدارس, المؤسسات المدنية والمنازل المدنية , فهدفها التهجير , التجويع, التخويف, الترهيب وبث الذعر, وهذا يندرج ضمن بنود الحرب الخاصة والنفسية, فهذا الشعب المقاوم والمناضل والذي ينظم نفسه على أسس حرب الشعب الثورية , سيقاوم ضد هدف الدولة التركية في ضرب التكاتف والتماسك والمساس بأمن الشعوب وثقافتها, وضرب الأخوة و نظام الإدارة الذاتية, عبر أدوات الحرب النفسية والحرب الخاصة.

في 2023, توجهت الكثير من الدول بدعوة وحداتنا, للانضمام للفعاليات, وبشكل خاص للثناء على دورهن في محاربة الإرهاب , فسنة 2023 كانت سنة تجدد لقواتنا على صعيد التثقيف, التدريب, التعليم, التكتيك واستراتيجيات الحرب والسلم.

كاتلونيا, فرنسا, سويسرا والكثير من الدول قامت بدعوتنا, وتم اللقاء بهم, وكانت المواضيع الأكثر نقاشا هي محاولة فهم تنظيم وحداتنا, وكيفية التدريب, الريادية التي حققتها بعشر سنوات, وكيف تستطيع نشر تجربتها, وكيف ستقوم بتنظيم نفسها للمراحل المقبلة, القيادات اللاتي انضممن لهذه اللقاءات, لم تكن المرة الأولى ولكنهن وجدن فضولا لهذه الدول حول وحداتنا وبشكل خاص تلك التي قامت بدعوتنا0

بالطبع الى جانب الحروب والمعارك التي حصلت هذه السنة كوحداتنا قمنا بالتأكيد على ان التدريب الفكري والعسكري ان لم يتم تعزيزها ودعمها بالمواد التدريبية وبشكل خاص بالتزامن مع الهجمات التركية وهجمات داعش على كافة الصعد, واكدنا على وجوب تدريب قواتنا على التكتيك , أساليب الحرب, التدريبات الفكرية , وتمكين جهوزية عالية لقواتنا. فالتجارب التي استنبطناها من السنوات الماضية على الصعد العسكرية, الدبلوماسية والفكرية, كانت هذه السنة الأكثر احتياجا لفهم تكتيكات الحرب والأسلحة وفي الأكاديميات الخاصة والمختلطة, جرت التدريبات وكافة قواتنا قد تلقت التدريبات حسب اختصاصاتهم, وعلى أسس حرب الشعب الثورية, تم انتهاج أساليب وتدريبات جديدة لقواتنا , نستطيع القول ان قواتنا قامت بتدريبات احترافية وتلقت جهوزية تامة.

أيضا انتشار الفكر النسوي امتد كما ذكرنا, ذكرنا جينا اميني وكيف ضج العالم بعد قتلها من قبل نظام ايران, بشعار المرأة, الحياة الحرية

هذا الشعار الذي احتضنه كافة نساء العالم والنابع من فلسفة القائد, ففي الوقت الذي تدور رحى الحرب العالمية الثالثة, تبحث المجتمعات عن حلول, والحل الديمقراطي لمشاكل الشرق الأوسط والمرأة حول العالم قد تطرق اليه القائد وقدم نماذج الحل الديمقراطية, بالرغم من العزلة المفروضة عليه, نجد النساء ينظمن انفسهن في كردستان , والعالم على هذه البراديغما, كافة النساء يدا بيد استندن على فكر وفلسفة القائد, الذي يحمل الحل الديمقراطي, وهذا كان أيضا ضمن اهداف الهجمات التركية كونه يستهدف الفكر الديمقراطي والمتحرر أينما وجد, والدول المهيمنة غالبا تعاني من فوبيا توسع المشاريع الديمقراطية, لذا توسع الدول المهيمنة من حروبها للحد من انتشار الفكر الديمقراطي بين الشعوب.

2023 كان عاما ككافة الأعوام السابقة التي كانت تشهد احداثا, وحرب إسرائيل وحماس واجهها العالم ووضح بان على إسرائيل ان تحمي نفسها ضد هذه الهجمات وفق حق الدفاع المشروع, وللأسف بالمقابل في مناطق روجافا وشمال وشرق سوريا يتعرض الأطفال والشيوخ الى الهجمات التركية ولكن الدول والرأي العام صامت , الكل يكتفي بالصمت والمشاهدة فقط, هذه الهجمات التي تحدث بيد الدولة التركية يخدم المصالح التوسعية للدولة التركية وظهور داعش بالتالي.

نناشد عوائل شهدائنا بايصال صوتهم للمنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية, لمحاسبة تركيا على جرائمها, وبشكل خاص اردوغان ووزير دفاع تركيا هاكان فيدان , الذين يصرحون للعلن بانهم سوف يدمرون البنى التحتية للشعب في روجافا, لذا بجب بدء محاكمات لمثل هؤلاء الأشخاص, كانت هذه السنة مليئة بالهحمات , ولكن كنا نناضل ضد الدولة التركية وداعش, والتي تحاول جاهدة النيل من مكتسبات ثورة الشعب والمرأة, واذا لم يبق حجر على حجر, شعبنا ماض في مقاومته ونضاله, فالشعب الذي ادرك نفسه على فكر القائد في الحرية لن يستسلم, ويجب على النساء الالتفات حول منظومتهن الدفاعية, وسوف نستمر بنهجنا في المقاومة و النضال, وعلى هذا الأساس نبارك العام الجديد على شعبنا وعوائلنا

كل عام وانتم بخير

القيادة العامة لوحدات حماية المرأة YPJ
روهلات عفرين