لقد كانت المقاومة دائمًا الطريق الذي لا رجوع منهُ للشعب المضطهد. ولهذا السبب فإن خط المقاومة في مواجهة خط الخيانة، يترك اليوم بصماته على صفحات التاريخ، في شخص ذوات الجدائل الحمراء لهذا البلد.
فالشعب الذي دُفن أملهُ واعتُبِر تاريخهُ ليس موجوداً، رغم تعرضه لكل أنواع النهب والتدمير، إلا أنه لم ينس أبدًا أن له تاريخًا قديمًا. وهذا يعني أن العديد من أمثال مظلوم أصبحوا التعريف الحقيقي لهذا التاريخ بحياتهم في سجن آمد. فتحت ابنة آمد البارة، روجنا عكيد، عينيها على العالم في مدينة المقاومة عام 1975. ترعرعت رفيقتنا ضمن عائلة وطنية بعد قصة مقاومة الشيخ سعيد بيراني. شعرت روجنا ذات القلب الشجاع بآلام شعبها مع مرور الوقت، لهذا كلما كانت تشاهد احتلال العدو، يزداد غضبها للانتقام أكثر. عندما يتعلق الأمر بالانتقام، فأبناء هذا الوطن لا يعرفون تلك الحدود التي رسمت لهم ويصبحون في أية لحظة صوت الانتقام لآلام ومعاناة شعبهم. لأن الرفيقة روجنا، نشأت في ثقافة المقاومة، فهي تحمل نفس الخصائص في شخصيتها. وهذا أيضًا هو السبب الأكبر لانضمامها إلى صفوف حركة الحرية. وكان قرار ابنة آمد بالانضمام إلى المقاومة أكبر انتقام من العدو الغازي للألم والمعاناة التي عاشها شعبها. وفي عام 1991، انضمت روجينا عكيد إلى صفوف حركة الحرية بهذا الإيمان. كمرأ ة بيرانية، فإن مشاركة رفيقتنا روجنا لحركة حرية الشعب الكردي هي جواب الانتقام لمئات السنين من الاحتلال. تعريف الحياة الحرة للرفيقة روجنا هو كالماء الذي لا يمكن إيقافهُ. في كل لحظة من حياتها، باعتبارها المرأة ثورية، فهي مثال على كيف يمكن لأي شخص أن يكون على طبيعته وكيف يمكن أن يكون شخصًا قوي الإرادة. ناضلت ابنة بيران المقاومة في العديد من الساحات من أجل الحرية ووطنٍ حر. مع هجمات دولة الاحتلال التركي على أراضي روج آفا، توجهت من جبال الحرية وهبت لنداء كوباني المقاومة. ولأنها نشأت ضمن ثقافة مقاومة بيران، فقد خاضت حرباً من أجل الحري في شوارع كوباني أيضاً دون توقف، لتصبح صوت انتقامٍ لصرخات النساء والأطفال وكبار السن في هذا الوطن. لتحقيق النجاح في مواقع المقاومة أوفت بوعدها حتى النهاية بنفس الحماس.
لقد تركت الثورات دائمًا في وقتها وأزمنتها آثارًا كثيرة كان لها الأثر الكبير في المجتمعات. دون شك فإن الثورة التي يتم خوض نضال مرير من أجلها اليوم، وصلت إلى أيامنا هذه بفضل مقاتلين وقيادات أمثال روجنا. فقد شعر الموت بالخجل مرة أخرى أمام أرواحهم الفدائية و تضحياتهم. منذ بداية الثورة كانت الرفيقة روجنا منبع قوة وإيمانٍ لرفاقها في القضية، بصمودها وقيادتها المتواضعة في كل خطوات التحرير في جميع الأعمال. أن تكون قيادة اللحظة من أهم كان من أهم معايير النجاح بالنسبة لروجنا في جميع شؤون الثورة. ولهذا السبب فقد كانت التضحية و الفدائية ترى تعريف حقيقتها في شخص الرفاق أمثال روجنا الشجاعة. ويتطلب الأمر نضالاً مريراً وجهداً مضاعفاً وتفانياً لتكون جزءاً من هذه الثورة. تدرك ذوات الجدائل الحمراء أمثال روجنا، أنه لا يوجد شيء أكثر قيمة من حياتهم للتضحية بها من أجل هذه الأرض وبناء وطنٍ آمن. ألا يستحق الموت ألف مرة من أجل شعبٍ صامدٍ كهذا ووطن كالجنة؟. لأن الرفيقة روجنا عاشت بهذه المعرفة، أصبحت مثالاً للتضحية والتفاني، لتعيش في ذاكرة وقلوب شعبها و رفاقها.
وكما سطع الحماس مثل ضوء النهار في أعين هذا الشعب والمقاتلين، لتحرير تراب هذا الوطن، فإن الوعد بالانتقام الذي أعطتهُ أمثال روجنا لشعبها قد وصلت الآن إلى هدفها. بعد أن أخذت مكانها في حملات تحرير شعبها من رجس داعش، قامت الرفيقة روجنا بتسيير العديد من الأعمال في تنظيم الشعب وخاصة تنظيم النساء. ولأن الرفيقة روجنا كانت تعلم بأن صعوبة بناء الانسان يماثل صعوبة بناء ثورة، فإن هذا الأمر لم يعيق روجنا أبدًا. لأن العمل بالمعرفة والحب والشعور كان دائمًا يحقق نتائج ناجحة. إن بناء مثل هذا المجتمع، وخاصة تنمية المرأة في جميع الجوانب، كان أهم مهمة لروجنا لتحقيق النجاح. وغني عن القول أنهم عملوا ليلا ونهارا بتفانٍ كبيرٍ لتحقيق هدفهم. إذا كانت النساء والشباب في هذا الوطن قد وصلوا اليوم إلى معرفة أنهم ينضمون بالفعل إلى صفوف الثورة، فمن المؤكد أن نضال القيادات الشجاعة مثل روجنا يلعب أيضًا دورًا بارزاً في هذا النجاح. إن العدو الذي لم يكتف بسفك دماء أبناء هذا الوطن، لم يقدّر نجاحهم كعادته، وواصل هجماته الوحشية. لأنه يعلم أنه في كل أعمال وأنشطة هذه الثورة تقودها المرأة، لذا فإن العدو يزيد من هجماته. وعلى هذا ففي الثاني من أيلول الجاري عام 2023 وصلت رفيقتنا روجنا إلى مرتبة الشهادة.
في البداية نعزي عائلة رفيقتنا الشهيدة البطلة روجنا عكيد، نحن كرفاق القيادية و الرفيقة روجنا عكيد بأن وعدنا بالانتقام سيكون في بناء وطنٍ حر و آمن.
المركز الإعلامي لوحدات حماية المرأة
5/9/2023