قوتنا وإصرارنا لن ينكسرا أبدًا

بيان حول استشهاد القائدة في وحدات حماية المرأة YPJ شرفين سردار مع اثنين من رفيقاتها نوجان أوجلان وجاندا جودي
SEHIDEN-MINBICE-780x470

قوتنا وإصرارنا لن ينكسرا أبدًا

في الـ 15 من أيلول الجاري ونتيجة لاستهدف دولة الاحتلال التركي بطائرة مسيرة لمدينة منبج ارتقت العضوة القيادية في مجلس العسكري لوحدات حماية المرأة والقيادية في مجلس منبج العسكري الرفيقة شرفين سردار وأيضاً رفيقاتنا نوجان أوجلان وجاندا جودي إلى مرتبة الشهادة.

تهاجم الدولة التركية الغاشمة شعبنا وقادة ثورة شمال وشرق سوريا يومياً بأساليب خارجة عن معايير الحرب، حيث خلق نضالنا البطولي خوفاً كبيراً في قلب نظام أردوغان الفاشي. فدولة الاحتلال التركي تدار من خلال دائرة الحرب الخاصة ولم يسبق لممارساتها وإبادتها التي تمارسها بحق شعبنا أي مثيل عبر التاريخ، ففي يومنا الحاضر قد أصبحت سوريا مركز ممارساتها هذه. الدولة التركية التي تُعدّ من بقايا الامبراطورية العثمانية تريد مرة أخرى أحتلال وحكم أراضينا من خلال المفهوم الجديد للعثمانية، لذا تستهدف الأصوات التي تعلو من أجل الحرية وتريد قمعها من خلال ممارساتها وهجماتها المتعددة الأوجه.

فنحن كوحدات حماية المرأة ومنذ بداية نضالنا وإلى يومنا هذا نقف كسد منيع ضد هذه الهجمات وكما أننا قدمنا المئات من الشهداء على هذه الخطى، فقد فتحت حقيقتنا هذه أعين المجتمعات التي تبحث عن حريتها وحقوقها على حياة جديدة. كما أن وحدات حماية المرأة بنضالها ضد تنظيم داعش الإرهابي باتت تعبيراً لروح المرأة التي تضحي بوجودها من أجل الإنسانية، وأصبحت تُعرف لدى العالم أجمع بأنها نموذج وأمل حياة جديدة وحرة للشعوب، إلا أن هؤلاء المقاتلات الأبطال يتم استهدافهن اليوم بأوامر من أردوغان؛ عدو إرادة المرأة ووجودها. ففي الـ 15 من أيلول الجاري وفي الذكرى السنوي لهجمات تنظيم داعش على كوباني لا يعد استهداف النساء الثوريات محط مصادفة فقط، بل تدل على عدائية دولة الاحتلال التركي وفي نفس الوقت تدل على عدم رغبتها في قبول هزيمة داعش، كما أنها في الوقت ذاته من خلال هكذا هجمات تهدف إلى كسر إرادة الثورة ودوافعها، ولكن ما خلقه القائد أوجلان من قيم على هذه الأرض، نتج عنها عوائل وطنية وديمقراطية وهذا ما لن يسمح للعدو بأن يصل إلى مبتغاه أبداً. لقد نجح القائد أوجلان من خلال نضاله وعمله الدؤوب في سوريا في إنشاء مجتمع قيم يحتوي على حقيقة الأسر الوطنية والديمقراطية، ومن تلك العائلات عائلة القيادية شرفين، التي ربت أبنائها على العمل الجاد والقيم الوطنية وزرعت في قلوبهم حب الوطن الحر.

ولدت القيادية شرفين في عام 1981م في مدينة الدرباسية، حيث انضمت في عام 1998م إلى صفوف حركة الحرية، وقد بدأت نضالها في الجبال الحرة وبعد سنوات طوال من النضال أكملت مسيرتها النضالية ضمن صفوف ثورة روجآفا. في ظل هذه الأعوام الـ 25من الحياة الثورية، قامت الرفيقة شرفين بكل روح فدائية على تنفيذ ما يترتب عليها من مسؤوليات بأكمل وجه وذلك إيماناً منها بفكر القائد أوجلان وحرية المرأة. فقد احتوت من خلال شخصيتها على المعنى الحقيقي للخط الفدائي والشخصية القيادية، كما أنها عملت في جميع مجالات الحياة كقيادية رائدة من أجل بناء وحماية واستمرار الثورة. عملت في المجال السياسي والدبلوماسي ومثلت الحقيقة الأبوجية في المجال الدفاعي أيضاً، وكامراة قيادية آمنت بنجاح ثورة الشعوب إلى النهاية. كما لعبت دوراً قيادياً في “عملية تعزيز الأمن” من أجل هزيمة ومنع السياسات الفاسدة التي خططت لها القوى الخارجية لتدمير وحدة الشعوب في منطقة دير الزور، كما أنها أضحت من الأشخاص الذين مثلوا حقيقة “المرأة، الحياة، الحرية” في شخصيتها. الرفيقة والقيادية شرفين، باعتبارها امرأة ثورية حافظت على معايير المرأة الحرة حتى النهاية، وأصبحت قائدة لثورة حرية الشعوب ضمن صفوف الحرية.

لقد باتت ثورة الحرية دائماً حية وفعّالة بإرث الثوار مثل القيادية شرفين، وباتت أيضاً تنقل إنجازات ثورة المرأة من جيل إلى آخر كمسيرة ماراثونية، فهذا ما أثبته انضمام رفيقاتنا نوجان وجاندا أيضاً.

فالرفيقة نوجان انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة في سن مبكرة من أجل حماية مكتسبات الثورة ومنع هجمات الاحتلال، وهي من مدينة منبج حيث مثلت بشخصيتها الشابة روح المرأة الشابة في صفوف الحرية، وبوفائها لقيم الثورة؛ عززت شخصيتها وقامت بواجباتها على أكمل وجه من أجل إرساء نظام الحداثة الديمقراطية.

أما الرفيقة جاندا جودي فهي من مدينة تل أبيض (كرى سبي)، وقد انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة بعد احتلال مدينتها من قبل الاحتلال التركي وذلك بهدف الثأر من محتلي مدينتها. الرفيقة جاندا كانت أهلاً لقيم ومتطلبات مجتمعها، وبالرغم من أنها أم لطفلين إلا أنها لم تتراجع عن هدفها وقامت بواجباتها الثورية على أكمل وجه من أجل تأمين مستقبل باهر لأطفال وطنها،كما أنها أصبحت ذات رؤى قوية في فترة قصيرة من تدريباتها الفكرية والعسكرية وأخذت مكانها في الجبهات الامامية ضد هجمات الاحتلال التركي.

رفيقاتنا شرفين وجاندا ونوجان مثلن روح الرفاقية الحقيقية ووحدة الهدف والمبدأ، ومن جهة أخرى قمن بواجباتهن الثورية دون أي تردد وخوف وبروح مخلصة حيث ضحين بأرواحهن من أجل هذه الواجبات.

على هذا الأساس، بدايةً نعرب عن تعازينا لعوائل رفيقاتنا؛ القيادية شرفين، نوجان وجاندا وأيضاً لجميع شعوبنا الذين يناضلون ضد الهجمات الاحتلالية.

لقد حررنا كل شبر من تراب وطننا بكدح ودماء رفاقنا ورفيقاتنا أمثال القيادية شرفين وجاندا ونوجان من رجس الاحتلال، على هذا الأساس سنكون دائماً أهلاً لتضحيات شهدائنا ونعاهدهم بالانتقام، كما أننا نعاهدهم بأنه لن ينكسر إصرارنا وإرادتنا من أجل النصر.

وفيما يلي سجل رفيقاتنا الشهيدات:

الاسم الحركي: شرفين سردار

الاسم الحقيقي والنسبة: ايمان محمود درويش

اسم الأم: دلشا

اسم الاب: محمود

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج 15\09\2023

الاسم الحركي: جاندا جودي

الاسم الحقيقي والنسبة: سارة محمد عبدي

اسم الأم: شمسه

اسم الاب: محمد

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج 15\09\2023

الاسم الحركي: نوجان أوجلان

الاسم الحقيقي والنسبة: شيلان محمد أحمد

اسم الأم: سهام

اسم الاب: محمد

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج 15\09\2023

القيادة العامة لوحدات حماية المرأة

16\09\